25%

أوصافه وصفاته

تمتّع آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) بأوصاف جميلة وصفات جليلة، أوصاف ظاهرة على شخصيّاتهم للعيان، وصفات كامنة تتجلّى منهم عند التعرّف إليهم ومعايشتهم كما لاحظها وعايشها المعاصرون لهم.

تمتّعوا بتجميع الكمالات لديهم دون استثناء أو افتقار لشيء صغير أو كبير، تمتّعوا بتجمّع كبريات المواصفات وحُسنيات الصفات النبيلة الساميات؛ فلم يتركوا جميلاً جليلاً إلاّ ولهم فيه خصوصية، وما من قبيح حقير إلاّ ولهم في النهي عنه وحربه ممارسات وظيفية؛ ذلك لأنّ تمتّعهم بما ذكرنا هو من أخصّ خصوصياتهم التي أهّلتهم للرسالة، بل هو - بتعبير أدق - من أهم اختصاصاتهم؛ إذ إنّهم ينبغي أن يكونوا في مستوى ما يدعون إليه.

وليس من المعقول أن يكونوا روّاداً لنظريات ومبادئ وهم بعيدون عنها أو يفتقرون لمؤهّلاتها ومتطلباتها؛ سواء أثناء الدعوة أم خلال التطبيق لما لديهم من مقررات؛ فالنظرية والتطبيق ممّا لا يمكن فصلهما قط، وبذلك فإنّ اختصاصهم الفعّال هو كونهم المثل الأعلى والقدوة الحُسنى.

ولو قمنا باستقصاء النظر في مميّزاتهم، واستقرأنا مواصفاتهم وأخصّ خصوصيّات شخصياتهم لما عدونا علي الأكبر عنهم فيما كانوا عليه ممّا لم يشاركهم أحد فيه، بل هو في ذروة المميزات، وله الحظ الأكبر والقسط الأوفر منها؛ بحكم أنه شبيه جده النبي (صلّى الله عليه وآله) الذي حاز قصب السبق؛ إذ كان الأول كما كان المنبع والمصدر (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله).

وما قولنا بأنه شبيه جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مأخوذ من راوٍ أو مؤرّخ أو شاهد عيان بسيط ومعاصر عادي، وإنّما هو مأخوذ عن شاهد دقيق النظر، صادق صدوق؛ فقد صرّح بذلك والده الإمام الحسين (عليه السّلام)، وعنه روى الراوي وأرّخ المؤرخ، لا سيما وأنّ الإمام (عليه السّلام) أعرف الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأكثرهم التصاقاً به، وأشدّهم تعلّقاً به، كما أنه ورث منه واكتسب عنه.

فلمّا ولد نجله علي الأكبر وشبّ يافعاً فقد أخذ يوحي بصورته وأخلاقه ومنطقه إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله)، فأضحى ذكراه وتذكاره حتّى كان الناس من أهل المدينة يشتاقون لرؤياه (سلام الله عليه).