25%

الإمام الحسين (عليه السّلام) مع أشلاء الشهيد

لا نفهم لماذا وضع الإمام (عليه السّلام) خدّه على خدِّ ولده المجاهد العظيم؟! وبالأحرى نحن لا نفهم ما رتّله الإمام (عليه السّلام) وتلاه حينذاك، فلم ندرك سر هذا الإجراء الذي لا يخلو من معنى. غير أننا نفهم بأنّ الآلام قد ألمّت بالإمام نتيجة التنكيل وشدة الانتقام بهذا الجسد الشريف، وقد ضاق به مشهد ولده سليل المصطفى (صلّى الله عليه وآله)؛ فهو عبارة عن أشلاء موزّعة وأعضاء مقطّعة.

ثمّ تزداد حسرات الإمام وآهاته لما يدركه عميقاً من منزلة لهذا القتيل، ومن شأنٍ وحرمةٍ عند الله وعند رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؛ لذلك تمتم:(( قتل الله قوماً قتلوك يا بُني، ما أجرأهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفا )) (١) .

فصغرت الدنيا بعين الإمام (عليه السّلام)، ثمّ إنّه قال وآثار الشجون قد تجلّت على سحنته الشريفة:

____________________

(١) تاريخ الطبري ٤ / ٣٤٠، واللهوف / ٤٤، وابن الأثير ٣ / ٢٩٣.