والموت مرّ وكريه مطعمه؛ لأنّه الباب المُفضي لما بعده من الأهوال والمشاق، ولكن هناك أشخاص استعذبوه من أجل الحقّ، وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، ولأنّه يؤدي بهم إلى رضوان الله وجنانه.
وفي طليعة هؤلاء أصحاب الحسينعليهالسلام وأهل بيته، فقد كان سرورهم بالشهادة أعظم من سرور عدوّهم بالظفر والغلبة.
صحيح أنّ كلّ جندي في الجيش الإسلامي مستعدّ للموت، بل كلّ جندي في ساحة الحرب، ولكن هناك فوارق ومميّزات؛ فأصحاب الرسول الأعظمصلىاللهعليهوآله وإن وطّنوا أنفسهم على الموت إيماناً بعدالة قضيّتهم وإعلاء لكلمة ربّهم، ولكنّهم كانوا يتأرجحون بين الموت والنصر، ولكن جنود سيّد الشهداءعليهالسلام لم يكن أمامهم سوى الموت المحتّم؛ فقد خطبهم الحسينعليهالسلام في صبيحة يوم عاشوراء قائلاً:(( إنّ الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر )) (١) ؛ وبذلك فضّلوا على غيرهم من الشهداء.
____________________
(١) كامل الزيارات / ٧٣.