وطلع فجر اليوم العاشر من المحرّم، فصلّى الحسينعليهالسلام بأصحابه صلاة الصبح، ثمّ خطبهم قائلاً:(( إنّ الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر )) (١) .
ثمّ عبّأهم للحرب، فجعل على الميمنة زهير بن القين البجلي، وعلى المسيرة حبيب بن مظاهر الأسدي، وثبتعليهالسلام وأهل بيته في القلب، وأعطى رايته أخاه العباس بن أمير المؤمنينعليهالسلام . ثمّ تقدّم خطيباً في أهل الكوفة، فعن الضحّاك المشرقي: فوالله، ما سمعت متكلّماً قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه(٢) ! كما خطب بعض أصحابه (رضوان الله عليهم).
والتحق الحرّ الرياحي وآخرون بالحسينعليهالسلام بعد أن وضحت لهم معالم الحقّ والرشاد، وخاف ابن سعد أن يفلت من يده الزمام، فتقدّم نحو عسكر الحسينعليهالسلام ورمى بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير أنّي أوّل مَنْ رمى. ثمّ رمى الناس، فلم يبقَ من أصحاب الحسينعليهالسلام أحد إلاّ أصابه من سهامهم، فقالعليهالسلام لأصحابه:(( قوموا
____________________
(١) كامل الزيارات / ٧٣.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٢٤٢.