وفي اليوم الحادي عشر من المحرّم دفن عمر بن سعد قتلاه وترك الحسينعليهالسلام وأهل بيته وأنصاره تصهرهم الشمس، وفي اليوم الثالث عشر جاء بنو أسد لدفن الأجساد الطاهرة، وقبل أن يُباشروا مهمّتهم جاء الإمام زين العابدينعليهالسلام من الكوفة للمهمّة نفسها، وأخذ يعاونهم في عملهم.
فدفن أباه الحسينعليهالسلام في قبر مستقل، كما دفن جميع الشهداء في قبر واحد - عدا حبيب بن مظاهر - كما دفن عمّه العباسعليهالسلام على العلقمي حيث مصرعه، ودفن أخاه علياً عند رجلي أبيهعليهالسلام . وسبق لنا القول إنّ الإمامعليهالسلام يعمل وفقاً لتعاليم السماء، ويتصرّف حسبما يؤمر به.
وتكشف الأيام بعض هذا السرّ، فإذا بضريحه الطاهر يطوف به المسلمون من جميع أقطار المعمورة، متوسّلين به إلى الله سبحانه في قضاء حوائجهم، وكشف كربهم، وطلب المغفرة منه سبحانه وتعالى بشفاعته، كما بقي هذا الأثر الرفيع شاهد عدل على ظلم الأولين وعتوّهم.