بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت فيما سبق من هذه السلسلة بعض الجوانب التاريخيّة لمأساة كربلاء، وتقرأ في هذا الكتاب جانباً جديداً منها قام به بطل من الأبطال لم يتجاوز العقد الثالث من عمره، فكان أسمى مثال للشباب، وأفضل مقتدى للجيل المسلم.
لقد سبق علي الأكبر شهداء كثيرون، كما تأخر عنه شهداء كثيرون، ولكن هناك مميزات كثيرة بينه وبين غيره من الشهداء؛ فالسائرون إلى الحرب يتأرجحون بين النصر والفوز، وبين الشهادة والخلود، فهم وإن قابلوا جيوش الأعداء وجحافل الكفر والضلال لم يفتهم الأمل بالظفر وكسب الحرب ونيل المغانم؛ وعلي الأكبر كان يعلم بأنه سائر إلى الشهادة، وأنها هي النصر والفتح المبين.
وهناك مميزات له عن غيره من الشهداء، منها: حصول الإذن له من الحسينعليهالسلام بالإنصراف، والأمان الذي عرضه عليه ابن سعد، وقبل هذا وذاك تصميمه على الموت