المبحث الرابع
معنى القضاء والقدر (في الاصطلاح العقائدي)
الرأي الأوّل:
القضاء والقدر عبارة عن كتابة اللّه تعالى كلّ ما سيجري في الكون بتمام خصوصياته وقدره في اللوح المحفوظ، والتي منها كتابته عزّ وجلّ ما سيجري على العباد وإخبار الملائكة بذلك.
أقوال العلماء المؤيدين لهذا الرأي:
١ - الشيخ الصدوق: "يجوز أن يقال: إنّ الأشياء كلّها بقضاء اللّه وقدره تبارك وتعالى بمعنى أنّ اللّه عزّ وجلّ قد علمها وعلم مقاديرها"(١) .
٢ - المحقّق الطوسي: "والقضاء والقدر إن أُريد بهما خلق الفعل لزم المحال.. والإعلام [أي: وإن اُريد بهما الإعلام والإخبار] صحّ مطلقاً"(٢) .
٣ - العلاّمة الحلّي: "أ نّه تعالى قضى أعمال العباد وقدّرها [فإذا قلنا] أ نّه تعالى بيّنها وكتبها وأعلم أنّهم سيفعلونها فهو صحيح، لأ نّه تعالى قد كتب ذلك أجمع في اللوح المحفوظ وبيّنه لملائكته.."(٣) .
خلاصة هذا الرأي:
القضاء والقدر ينقسم إلى قسمين:
١ - القضاء والقدر العلمي: وهو علم اللّه الذاتي بما سيجري من أُمور في الخلق مع علمه تعالى بالحدود والمقادير المحيطة بها، والعلم بعلّتها التامة الموجبة لها.
٢ - القضاء والقدر الفعلي (العيني): وهو تسجيل اللّه لهذا العلم في لوح المحو
____________________
١- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب ٦، باب القضاء والقدر و...، ذيل ح٣٢، ص٣٧٥.
٢- كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثالث، المسألة الثامنة، ص٤٣٢ - ٤٣٣.
٣- المصدر السابق: ص٤٣٣.