المبحث السابع
الاستطاعة وأثر قدرة الإنسان في أفعاله عند الأشاعرة
إنّ استطاعة الإنسان عبارة عن قدرته على الفعل على أساس "إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل".
رأي الأشاعرة حول قدرة العبد في أفعاله:
١ - "إنّ أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة اللّه سبحانه وتعالى، وليس لقدرتهم تأثير فيها، بل اللّه سبحانه أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختياراً، فإذا لم يكن هناك مانع أوجد [تعالى] فيه [أي: في العبد] فعله المقدور مقارناً لهما [أي: يخلق اللّه بقدرته فعل العبد مقارناً للقدرة غير المؤثّرة التي يخلقها في العبد]... وهذا مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري"(١) .
٢ - إنّ الاستطاعة من اللّه تعالى يخلقها في العبد مقارنة مع خلقه تعالى للفعل الذي يصدر من العبد، ولهذا تكون هذه الاستطاعة ليست متقدّمة على الفعل ولا متأخّرة عنه(٢) .
٣ - "إنّ المؤثّر في حصول هذا الفعل [فعل العبد] هو قدرة اللّه تعالى، وليس لقدرة العبد في وجوده أثر، وهذا قول أبي الحسن الأشعري"(٣) .
خلاصة رأي الأشاعرة:
إنّ اللّه تعالى هو الذي يخلق أفعال الإنسان، وهو الذي يخلق في نفس الوقت القدرة في الإنسان.
____________________
١- المواقف، عضد الدين الإيجي: ج٣، الموقف ٥، المرصد ٦، المقصد ١، ص٢١٤.
٢- انظر: بحر الكلام، ميمون النسفي: الباب الثالث، الفصل الثاني، المبحث الثالث، ص١٦٦ - ١٦٧.
٣- القضاء والقدر، فخر الدين الرازي: خلق الأفعال، ص٣١.