المبحث الثالث
الهداية الإلهية الخاصة
إنّ الهداية الإلهية الخاصة عبارة عن التوفيق والمعونة والتسديد الإلهي للعباد ومنحهم المزيد من الثبات في طريق الحقّ.
مستحقي الهداية الإلهية الخاصة:
إنّ الهداية الإلهية الخاصة تكون وفق مشيئته تعالى، وإنّ اللّه تعالى يهدي من يشاء بهدايته الخاصة.
ولهذا ورد في القرآن الكريم:
١ -( ذلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ ) [الزمر: ٢٣]
٢ -( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) [القصص: ٥٦]
٣ -( وَاللّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) [البقرة: ٢١٣]
ولكن لا يخفى بأنّ اللّه تعالى حكيم، وهو لا يشاء جُزافاً أو عبثاً، وإنّما تكون مشيئته وفق حكمته وعدله، وقد بيّن اللّه عزّ وجلّ في القرآن الكريم موازين مشيئته تعالى في هداية العباد بهدايته الخاصة.
موازين المشيئة الإلهية في هداية عباده بالهداية الخاصة:
أوّلاً - الإيمان باللّه والعمل الصالح (الانتفاع من الهداية التكوينية كالعقل والفطرة واتّباع الهداية التشريعية)، ولهذا قال تعالى:
١ -( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ ) [يونس: ٩]
٢ -( إِنَّ اللّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراط مُسْتَقِيم ) [الحجّ: ٥٤]