المبحث الرابع
أجل المقتول لو لم يقتل
وأجل الميت بسبب لو لم يمت بذلك السبب
المسألة:
إنّ الذي يُقتل هل كان يعيش لو لم يقتل؟
كما أنّ الذي يموت بسبب كزلزال أو حادث اصطدام أو... هل كان يعيش لو لم يمت بذلك السبب؟
الرأي الأوّل:
إنّ المقتول أو الميت بسبب كالزلزال أو الغرق أو... تخرج روحه من جسده بأجله، ولو لا القتل أو ذلك السبب لمات هذا الشخص لا محالة في نفس ذلك الوقت بصورة أُخرى أو بشكل طبيعي، لأنّ أجله كان في ذلك الوقت فحسب(١) .
يرد عليه:
١ - أننا نجد بعض الظلمة يقتلون جمعاً كثيراً من الناس في فترة زمنية قصيرة.
ونجد سفينة تغرق فيموت من كان فيها في عدّة دقائق.
ولكننا لم نجد بأ نّه تعالى أمات مثل هذا الجمع دفعة واحدة.
ومن هنا نستيقن بأنّ هؤلاء الذي قُتلوا أو ماتوا بسبب من الأسباب ليس من
____________________
١- نسب هذا الرأي إلى أبي الهذيل العلاف والمجبرة وقوم من الحشوية.
انظر: شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: ٢٤٤، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ١/٣٥٦، كشف المراد، العلاّمة الحلّي: ٤٦١، مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: ٢٥٩، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: ٢٩١.