المبحث الرابع
لا يصح تسمية الحرام برزق
أدلة عدم صحة تسمية الحرام برزق:
١ - إنّ اللّه تعالى أمرنا بالإنفاق مما رزقنا، فقال تعالى:( وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ ) [المنافقون: ١٠]، ولا خلاف بأنّ اللّه تعالى نهانا عن الإنفاق من الحرام. فهذا يثبت عدم صحّة تسمية الحرام برزق(١) .
٢ - إنّ اللّه تعالى مدح المؤمنين على إنفاقهم مما يرزقهم، فقال تعالى:( وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) [البقرة: ٣]، ولاخلاف بأنّ المنفق من الحرام لا يستحق المدح، بل يستحق الذم - وقد بيّنت الشريعة الإسلامية ذلك - وهذا ما يثبت عدم صحّة تسمية الحرام برزق(٢) .
٣ - إنّ اللّه تعالى أباح الانتفاع بالرزق، فقال تعالى:( كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللّهِ ) [البقرة: ٦٠]، فلو كان الحرام رزقاً، لدلّت هذه الآية على جواز الانتفاع بالأموال المحرّمة لكونها من الرزق، والواقع ليس كذلك.
وهذا ما يدل على عدم صحّة وصف الحرام بأنّه من رزق اللّه تعالى(٣) .
____________________
١- انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: ٢٧٠، الاقتصاد، الشيخ الطوسي: ١٧٥، غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: ٢/١٢٧، المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي ١/٣٦٣، مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: ٢٦١، كشف المراد، العلاّمة الحلّي: ٤٦٢، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: ٢٨٧.
٢- انظر: تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: ١٣٩، الاقتصاد، الشيخ الطوسي: ١٧٥، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: ٢٨٧.
٣- انظر: تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: ١٣٩، الاقتصاد، الشيخ الطوسي، ١٧٥.