المبحث الثالث
منشأ حسن وقبح الأفعال
تنقسم الأفعال في كيفية اتّصافها بالحسن والقبح على ثلاثة أقسام:
١ - يكون الفعل بنفسه علّة تامة للحسن والقبح، فلا يتغيّر حسنه ولا قبحه بعروض العوارض.
ويشمل هذا الأمر الأفعال التي يدرك العقل - عند لحاظها - أنّها حسنة أو قبيحة، بغض النظر عن جميع الجهات الطارئة عليها.
وهذا ما يسمّى بالحسن والقبح الذاتي(١) .
مثال:
العدل والظلم.
فالعدل بما هو عدل لا يكون إلاّ حسناً.
والظلم بما هو ظلم لا يكون إلاّ قبيحاً.
ويستحيل - في جميع الأحوال - أن يكون العدل قبيحاً والظلم حسناً.
ومثله حسن الإحسان وقبح الإساءة.
٢ - لا يكون الفعل علّة تامة لحسنه أو قبحه، بل يكون مقتضياً للاتّصاف بالحسن أو القبح، بحيث يكون الفعل بنفسه حسناً أو قبيحاً، ولكن قد يتحوّل حُسن هذا الفعل إلى القبح، أو يتحوّل قبحه إلى الحسن فيما لو عرض عليه عنوان آخر.
____________________
١- انظر: مطارح الأنظار، الشيخ الأنصاري: ٢٤٥، نقلا عن المباحث الكلامية في مصنفات الشيخ الأنصاري، إبراهيم الأنصاري الخوئيني: العدل، هل الحسن والقبح ذاتيان أم لا، ص٦٢.
الالهيات، محاضرات: جعفر السبحاني، بقلم: حسن محمّد مكي العاملي: ١ / ٢٣٢ - ٢٣٣.