المبحث العاشر
أدلّة الأشاعرة على إنكار
الحسن والقبح العقليّين ومناقشتها
الدليل الأوّل:
لو كان العقل هو الذي يحكم بحسن وقبح بعض الأفعال، لما حصل تفاوت:
بين حكم العقل في مجال التحسين والتقبيح.
وبين حكم العقل بأنّ الواحد نصف الاثنين.
ولكن وقع الخلاف، وهذا ما يدل على نفي كون التحسين والتقبيح عقليين(١) .
يرد عليه:
إنّ هذا الاستدلال مبني على أصل خاطئ وهو عدم وجود التفاوت في حكم العقل، في حين ينقسم حكم العقل إلى عدّة أقسام تتفاوت فيما بينها(٢) .
ولا يصح القول بأنّ اختلاف العقلاء وتفاوتهم في الحكم بحسن أو قبح شيء، يؤدّي إلى إخراج هذا الحكم عن كونه حكماً عقلياً.
بعبارة أُخرى:
إنّ أحكام العقل تنقسم تبعاً لأقسام العلوم اليقينية إلى عدّة أقسام.
وإنّ هذه الأحكام العقلية المتعدّدة ليست على نمط واحد، بل لها مراتب
____________________
١ و ٢) انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثالث، المسألة الأُولى، ص٤١٩.
إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: احتجاج الأشاعرة على نفي الحسن والقبح العقلي، ص٢٥٩.