4%

المبحث العاشر

أدلّة الأشاعرة على إنكار

الحسن والقبح العقليّين ومناقشتها

الدليل الأوّل:

لو كان العقل هو الذي يحكم بحسن وقبح بعض الأفعال، لما حصل تفاوت:

بين حكم العقل في مجال التحسين والتقبيح.

وبين حكم العقل بأنّ الواحد نصف الاثنين.

ولكن وقع الخلاف، وهذا ما يدل على نفي كون التحسين والتقبيح عقليين(١) .

يرد عليه:

إنّ هذا الاستدلال مبني على أصل خاطئ وهو عدم وجود التفاوت في حكم العقل، في حين ينقسم حكم العقل إلى عدّة أقسام تتفاوت فيما بينها(٢) .

ولا يصح القول بأنّ اختلاف العقلاء وتفاوتهم في الحكم بحسن أو قبح شيء، يؤدّي إلى إخراج هذا الحكم عن كونه حكماً عقلياً.

بعبارة أُخرى:

إنّ أحكام العقل تنقسم تبعاً لأقسام العلوم اليقينية إلى عدّة أقسام.

وإنّ هذه الأحكام العقلية المتعدّدة ليست على نمط واحد، بل لها مراتب

____________________

١ و ٢) انظر: كشف المراد، العلاّمة الحلّي: المقصد الثالث، الفصل الثالث، المسألة الأُولى، ص٤١٩.

إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: احتجاج الأشاعرة على نفي الحسن والقبح العقلي، ص٢٥٩.