4%

المبحث الثالث

أدلة وجود الغرض والغاية في أفعال اللّه تعالى

الأدلة العقلية:

١ - إنّ نفي الغرض والغاية عن أفعاله تعالى يتنافى مع حكمته تعالى، لأنّ فعل الشيء من دون غرض أو غاية عبث، والحكيم لا يصدر منه العبث(١) .

٢ - يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي:

عدم قصده تعالى جميع المنافع التي جعلها اللّه تعالى منوطة بالأشياء.

فلا يكون خلق العين للإبصار.

ولا خلق الأُذن للسماع.

ولا اليد للعمل.

ولا الرجل للمشي.

بل يكون خلق جميع هذه الجوارح والأعضاء عبثاً، وهذا خلاف الواقع(٢) .

٣ - يلزم نفي الغرض والغاية عن الفعل الإلهي:

عدم الجزم بصدق دعوى الأنبياء.

لأنّ من أدلة إثبات صدق النبوّة: إظهار اللّه "المعجزة" على يدّ مدّعي النبوّة.

فلو أنكرنا وجود الغرض والغاية في الفعل الإلهي.

فسيكون إظهار اللّه المعجزة على يدّ النبي لغير غرض وغاية.

____________________

١- انظر: تجريد الاعتقاد، نصير الدين الطوسي: المقصد الثالث، الفصل الثالث، ص١٩٨.

كشف المراد، العلاّمة الحلّي:المقصدالثالث، الفصل الثالث، المسألة الرابعة، ص٤٢٢.

النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع: في العدل، ص٧٠.

٢- انظر: نهج الحقّ، العلاّمة الحلّي: المسألة الثالثة، مبحث أنّ اللّه تعالى لا يفعل القبيح، ص٩٠ - ٩١.