18%

الباب الأول: وفيه فصول:

الفصل الأول: الإمام محمد الجوادعليه‌السلام في سطور.

الفصل الثاني: انطباعات عن شخصية الإمام الجوادعليه‌السلام .

الفصل الثالث: مظاهر من شخصيّة الإمام الجوادعليه‌السلام .

الفصل الأول: الإمام محمّد الجوادعليه‌السلام في سطور

الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجوادعليه‌السلام هو التاسع من أئمة أهل البيت الذين أوصى إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بأمر من الله سبحانه ـ لتولّي مهام الإمامة والقيادة من بعده، بعد أن نصّ القرآن على عصمتهم وتواترت السنة الشريفة بذلك.

وتجسّدت في شخصية هذا الإمام العظيم ـ كسائر آبائه الكرام ـ جميع المثل العُليا والأخلاق الرفيعة التي تؤهّل صاحبها للإمامة الرسالية والزعامة الربّانية.

وتقلّد الإمامة العامة وهو في السابعة من عمره الشريف وليس في ذلك ما يدعو إلى العجب فقد تقلّد عيسى بن مريمعليه‌السلام النبوّة وهو في المهد.

لقد أثبت التاريخ من خلال هذه الإمامة المبكرة صحة ما تذهب إليه الشيعة الإمامية في الإمامة بأنّه منصب إلهي يهبه الله لمن يشاء ممّن جمع صفات الكمال في كل عصر، فقد تحدّى الإمام الجوادعليه‌السلام ـ على صغر سنّه ـ أكابر علماء عصره وعلاهم بحجته بما أظهره الله على يديه من معارف وعلوم أذعن لها علماء وحكّام عصره.

وقد احتفى بهعليه‌السلام ـ وهو ابن سبع سنين ـ كبار العلماء والفقهاء والرواة وانتهلوا من نمير علمه ورووا عنه الكثير من المسائل العقائدية ـ الفلسفية والكلامية ـ والفقهية والتفسيرية إلى جانب عطائه في سائر مجالات المعرفة البشرية.

وقد سار هذا الإمام العظيم على نهج أبيه من القيام برعاية الشيعة وتربيتهم علمياً وروحيّاً وسياسيّاً بما يجعلهم قادرين على الاستمرار في المسيرة التي خططها لهم أئمتهم المعصومون حيث تنتظرهم الأيّام المقبلة الّتي تتميّز بالانقطاع عن أئمتهم فكان لابدّ لهم أن يقتربوا من حالة الاكتفاء الذاتي في إدارة شؤونهم فكريّاً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً.