9%

أجل، لقد استطاع هذا الإمام ـ العظيم بالرغم من قصر عمره الشريف ـ أن يحقق أهدافاً كبرى تصبُّ في الرافد الذي ذكرناه.

ويدل استشهاده ـ وهو في الخامسة والعشرين من عمره ـ على مدى نجاحه في حركته وتخطيطه حيث أربك حضوره في الساحة الاجتماعية الإسلامية الحكّام الطغاة واضطرّهم لاغتياله والقضاء على نشاطه البنّاء.

الفصل الثاني: انطباعات عن شخصية الإمام الجوادعليه‌السلام

إنّ مواهب الإمام التقي محمّد بن علي الجوادعليه‌السلام قد ملكت عقول كل من عاصره وتطّلع إلى شخصيته العملاقة واطلع على عظمة فكره وكمال علمه. وكل من كان يراه لم يقدر أن يتمالك نفسه أمامه ويخرج من عنده إلاّ والإعجاب والخضوع يتسابق بين يديه.

وهنا نشير إلى بعض ما وصلنا من معالم عظمته وسموّ شخصيته على لسان من عاصره ثم من كتب عنه وأرّخ له.

١ ـ والده الإمام الرضاعليه‌السلام : لقد وصف الإمام الرضاعليه‌السلام ابنه الجواد بما يلي:

أ ـ قال عنه قبل ولادته للحسين بن بشار:(والله لا تمضي الأيّام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرّق به بين الحقّ والباطل) (١) .

وزاد في نص آخر:(حتى يولد ذكر من صُلبي يقوم مثل مقامي يحيي الحق ويمحي الباطل) (٢) .

ـــــــــ

(١) الكافي: ١ / ٣٢٠، والإرشاد: ٢/٢٧٧.

(٢) رجال الكشي: ٤٦٣.