هـ ـ المعتمد وموقفه من الشيعة
لم تتغير الإجراءات القمعية التي كانت تمارسها السلطة العباسية تجاه الشيعة في عصر المعتمد بل كانت امتداداً للسياسة المعهودة والتي أصبحت تقليداً يتوارثه الخلفاء العباسيون إزاء الأئمة الأطهار وشيعتهم وذلك لما كان يخشاه الخلفاء من تطور الوضع لصالحهم واتّساع نشاطهم السياسي مما قد ينجم عنه تغيّر الوضع ضد السلطة القائمة، والتفاف الناس بشكل أكبر حول الإمامعليهالسلام وبالتالي قد يتّخذ الإمام موقفاً جهاديّاً تجاه الخليفة وسلطته.
وكانت أساليب السلطة تجاه الحركة الشيعية لا تتجاوز الأساليب التي عهدتها في عصور سابقة وهي:
١ ـ المراقبة ورصد تحرّكات أصحاب الإمام وشيعته.
٢ ـ السجن وكانت تعمد إليه السلطة من أجل الحدّ من نشاط أصحاب الإمامعليهالسلام .
٣ ـ القتل: وكانت ترتكبه السلطة حين لا ترى جدوى في أساليبها الأخرى تجاه الشيعة، أو تشعر بتنامي نشاطهم فتلجأ إلى قتل الشخصيّات البارزة والمقرَّبين من الإمامعليهالسلام .
استشهاد الإمام الحسن العسكريعليهالسلام
وبعد أن أدّى الإمام العسكريعليهالسلام مسؤليته بشكل كامل تجاه دينه وأمّة جدهصلىاللهعليهوآلهوسلم وولدهعليهالسلام نعى نفسه قبل سنة ستين ومئتين، وأخذ يهدّئ روع والدته قائلاً لها: لا بد من وقوع أمر الله لا تجزعي..، ونزلت الكارثة كما قال، والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن اعتلّعليهالسلام في أوّل يوم من شهر ربيع