ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه فأحضرهم وبعث بهم إلى دار الحسنعليهالسلام وأمرهم بلزوم داره ليلاً ونهاراً فلم يزالوا هناك حتى توفي لأيّام مضت من شهر ربيع الأول من سنة ستين ومئين(١) .
يتضح لنا من خلال متابعة تاريخ الإمام العسكريعليهالسلام وموقف السلطة العباسية منه أنّ محاولة للتخلّص من الإمام قد دبّرت من قبل الخليفة المعتمد خصوصاً إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار سلسلة الإجراءات التي اتخذتها السلطة إزاء الإمام علي الهاديعليهالسلام أوّلاً، ثم ما اتخذته من إجراءات ضد الإمام الحسن العسكريعليهالسلام ، فقد قامت بسجنه عدّة مرات فضلاً عن المراقبة المشددة على بيته، كما حاولت نفيه إلى الكوفة، وغيرها من الإجراءات التعسّفيّة ضدّه وضد شيعته وضد العلويين، ووفقاً لذلك وبضم رواية أحمد بن عبيد الله بن خاقان والذي كان أبوه أحد أبرز رجالات الدولة، يتأكّد لنا أنّ استشهاد الإمام العسكريعليهالسلام كانت وراءه أيدي السلطة الآثمة دون أدنى شك.
الصلاة على الإمام العسكريعليهالسلام
وكان لاستشهاد الإمام العسكريعليهالسلام صدى كبير في سامراء حيث عطّلت الدكاكين وسارع العامة والخاصة مهرعين إلى بيت الإمام، ويروي أحمد بن عبيد الله واصفاً ذلك اليوم العظيم قائلاً: ولما رفع خبر وفاته، ارتجّت سرّ من رأى وقامت ضجة واحدة: مات ابن الرضا(٢) ، وعطّلت الأسواق، وغلّقت أبواب الدكاكين وركب بنو هاشم والكتّاب والقوّاد والقضاة والمعدّلون وساير الناس إلى أن حضروا جنازته فكانت سرّ
ــــــــــــ
(١) الفصول المهمة: ٢٧١، أصول الكافي: ١/٥٠٣ ح ١، كمال الدين: ١ / ٤٢.
(٢) كمال الدين: ١ / ٤٣.