بالنار وأحرق ما كان ألّفه(١) .
وهذا الموقف من الإمامعليهالسلام له دلالة كبيرة على رصد الإمامعليهالسلام لكل النشاطات العلمية والفكرية التي من شأنها أن تمس الرسالة الإسلامية من قريب أو بعيد بالإضافة إلى دورها الكبير في تنمية الحس الاعتقادي الصحيح وإبعاد الشيعة عن مواطن الشك والشبهة، وذلك أسلوب اتبعه الإمامعليهالسلام تجاه الفرق والمذاهب، والانحرافات الفكرية بشكل عام; ليكون درساً لأصحابه وشيعته على مرّ الأجيال والقرون.
ثمّ إنّ حادثة الاستسقاء بالرهبان وتأثيرها السلبي على جموع المسلمين لم يكن ليردّ عليها أحد سوى الإمام العسكريعليهالسلام ، وكانت السلطة قد عرفت هذا الموقع المتميّز للإمامعليهالسلام . فطلبت منه أن يتولّى مهمة الدفاع عن اُمة جدّه حين حصل لها الشك والارتياب.
وقد أفلح الإمامعليهالسلام ـ كما عرفنا ذلك ـ ورفع الشكوك والإبهامات التي كانت تنعكس على حقّانية الشريعة والكيان الإسلامي الذي يعمل باسم الشريعة الخاتمة، وبذلك أنقذ الإمامعليهالسلام الأمة الإسلامية والكيان الإسلامي من السقوط والانهيار.
٣ ـ مواجهة الفرق المنحرفة
لقد اختلف المسلمون بعد الرسول الأعظمصلىاللهعليهوآلهوسلم وافترقوا إلى فرقتين، فرقة اجتهدت مقابل النصوص الواردة عنهصلىاللهعليهوآلهوسلم وأخرى التزمت النص
ــــــــــــ
(١) المناقب: ٤ / ٤٥٧، ٤٥٨ عن كتاب التبديل لأبي القاسم الكوفي(ق ٣).