٣ ـ الدعوة إلى دين الحق
لم يتوان الأئمة من أهل البيتعليهمالسلام في دعوة الناس إلى الهدى ودين الحق في كل الظروف والأحوال. والإمام الحسن العسكريعليهالسلام شأنه شأن آبائه الكرام في الحرص على هداية العباد وإخراجهم من الظلمات إلى النور. ونجد في حياتهعليهالسلام نماذج تشير إلى هذا النوع من النشاط.
فعن محمد بن هارون أنّه قال: أنفذني والدي مع بعض أصحاب أبي القلا صاعد النصراني لأسمع منه ما روي عن أبيه من حديث مولانا أبي محمّد الحسن بن علي العسكريعليهالسلام فأوصلني إليه فرأيت رجلاً معظماً وأعلمته السبب في قصدي فأدناني وقال:
حدثني أبي أنه خرج وإخوته وجماعة من أهله من البصرة إلى سرّ من رأى للظلامة من العامل، [فبينما هم] بسرّ من رأى في بعض الأيام يقول: إذا بمولانا أبي محمدعليهالسلام على بغلة، وعلى رأسه شاشة، وعلى كتفه طيلسان، فقلت في نفسي: هذا الرجل يدّعي بعض المسلمين أنه يعلم الغيب، وقلت: إن كان الأمر على هذا فيحوّل مقدّم الشاشة إلى مؤخّرها، ففعل ذلك.
فقلت: هذا اتفاق ولكنه سيحوّل طيلسانه الأيمن إلى الأيسر والأيسر إلى الأيمن ففعل ذلك وهو يسير، وقد وصل إليّ وقال:يا صاعد لم لا تشغل بأكل حيدانك عمّا لا أنت منه ولا إليه ، وكنّا نأكل سمكاً.
وأسلم صاعد بن مخلّد وكان وزيراً للمعتمد(١) .
وعن إدريس بن زياد الكفرتوثائي قال: كنت أقول فيهم قولاً عظيماً
ــــــــــــ
(١) بحار الأنوار: ٥٠/٢٨١.