الفصل الثاني: انطباعات عن شخصية الإمام الحسن العسكريعليهالسلام
احتلّ أهل البيتعليهمالسلام المنزلة الرفيعة في قلوب المسلمين لما تحلّوا به من درجات عالية من العلم والفضل والتقوى والعبادة فضلاً عن النصوص الكثيرة الواردة عن الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم في الحث على التمسّك بهم والأخذ عنهم.
والقرآن الكريم ـ كما نعلم ـ قد جعل مودّة أهل البيت وموالاتهم أجراً للرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم على رسالته كما قال تعالى:( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (١) .
غير أن الحكّام والخلفاء الذين تحكّموا في رقاب الأمة بالسيف والقهر حاولوا طمس معالمهم وإبعاد الأمة عنهم بمختلف الوسائل والطرق ثم توّجوا أعمالهم بقتلهم بالسيف أو بدس السمّ.
ومع كل ما فعله الحكّام المنحرفون عن خطّ الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم بأهل البيتعليهمالسلام ، لم يمنعهم ذلك السلوك العدائي من النصح والإرشاد للحكّام وحل الكثير من المعضلات التي واجهتها الدولة الإسلامية على امتداد تأريخها بعد وفاة الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم وحتى عصر الإمام الحسن العسكريعليهالسلام .
وقد حُجبت عنّا الكثير من مواقفهم وسِيَرهم إما خشية من السلطان أو
ــــــــــــ
(١) الشورى(٤٢): ٢٣.