طبيب فطلب من بختيشوع أن يرسل إليه بعض تلامذته ليقوم بذلك، فاستدعى أحد تلاميذه وأوصاه أن يعالج الإمامعليهالسلام وحدّثه عن سموّ منزلته ومكانته العالية ثم قال له: (طلب مني ابن الرضا من يقصده فصر إليه، وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء، فاحذر أن لا تعترض عليه في ما يأمرك به)(١) .
٣ ـ أحمد بن عبيد الله بن خاقان:
كان عامل الخراج والضياع في كورة قم، وأبوه عبيدالله بن خاقان أحد أبرز شخصيات البلاط السياسية وكان وزيراً للمعتمد، وكان أحمد بن عبيدالله أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لأهل البيتعليهمالسلام ، فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسرّ من رأى ـ سامراء ـ ومذاهبهم وأقدارهم عند السلطان، فقال أحمد بن عبيد الله: (ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضاعليهمالسلام ، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القوّاد والوزراء والكتّاب وعوام الناس).
وينقل أحمد هذا قصة شهدها في مجلس أبيه إذ دخل عليه حجابه فقالوا له: إن ابن الرضا ـ أي الإمام العسكريعليهالسلام ـ على الباب فقال بصوت عال: ائذنوا له، فقال أحمد: تعجبت ما سمعت منهم، إنهم جسروا حيث يكنون رجلاً على أبي بحضرته ولم يكن يُكنّى عنده إلاّ خليفة أو ولي عهد أو من أمر
ــــــــــــ
(١) الخرائج: ١ / ٤٢٢ ـ ٤٢٤ ح٣ ب١٢ وذكر الكليني في أصول الكافي: ١/٥١٢ ح٢٤ ب١٢٤ مختصراً قريباً منه.