9%

فهم أدرى بما في البيت من غيرهم، وكل العلماء تبع لهم وعيال عليهم في معرفة القرآن وعلومه، كما اعترف بذلك الموالف والمخالف وكما تفصح عنه سيرتهم جميعاً بدءً بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وانتهاءً بالإمام الحسن العسكريعليهم‌السلام .(١)

نماذج من تراثه التفسيري

١ ـ روى الثقة الأمين أبو هاشم الجعفري ـ وهو من خيرة أصحاب الإمامعليه‌السلام قال: كنت عند أبي محمدعليه‌السلام فسألته عن قول الله عَزَّ وجَلَّ:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ... ) (٢) . قال أبو هاشم: فدمعت عيناي وجعلت أفكر في نفسي ما أعطى الله آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنظر إلي الإمام وقال:عظم ما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله، فقد جعلك الله متمسكاً بحبهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دُعي كل إنسان بإمامه، فأبشر ياأبا هاشم فإنك على خير (٣) .

٢ ـ سأل محمد بن صالح الأرمني الإمام أبا محمد عن قول الله عَزَّ وجَلَّ: ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (٤) فقال الإمامعليه‌السلام :هل يمحو الله إلاّ ما كان، وهل يثبت إلاّ ما لم يكن تعالى الجبار، العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق، إذ لا مخلوق، الديان .

وانبرى محمد بن صالح، فقال: أشهد أنك حجة الله ووليه وأنك على منهاج الحق الإمام أمير المؤمنين(٥) .

ــــــــــــ

(١) راجع مقدمة ابن أبي الحديد لشرحه لنهج البلاغة، فيما يخص الإمام علي وعلوم القرآن الكريم.

(٢) فاطر(٣٥): ٣٢.

(٣) الثاقب في المناقب: ص٣٤١ ـ ٢٤٢ للجرجاني.

(٤) الرعد(١٣): ٣٩.

(٥) الثاقب في المناقب: ٢٤٢ وكشف الغمة: ٣ / ٢٠٩ عن دلائل الحميري.