9%

قال: ما يعلم الله جلَّ وعزَّ جلاله، ماذا يلقى من ديان يوم الدين، !! فإن الله جلَّ وعزَّ للمظلومين ناصر، وعضد، فثق به جل ثناؤه، واستعن به يُزِلْ محنتك. ويكفك شر كل ذي شر، فعل الله ذلك بك، ومنَّ علينا فيك، إنه على كل شيء قدير، واستدرك الله كل ظالم في هذه الساعة، ما أحد ظلم وبغى فأفلح، الويل لمن أخذته أصابع المظلومين فلا تغتم، وثق بالله، وتوكل عليه، فما أسرع فرجك، والله عَزَّ وجَلَّ مع الذين صبروا والذين هم محسنون..» (١) .

شجب الإمامعليه‌السلام في رسالته الظلم والبغي والحسد، واستجار بالله من كل ظالم وباغ وحاسد، فإنه تعالى عون للمظلومين، وسند لهم، وهو القادر على إزالة الظلم، وإنزال أقصى العقوبة بالمعتدين والظالمين(٢) .

خامساً: اهتمامات الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام الفكرية والعلمية

نلاحظ اهتماماً علميّاً متشعّب الجوانب من خلال النصوص الواصلة إلينا عن الإمام العسكري، فهو يهتم بالقرآن الكريم وهو سند الشريعة ومصدرها الأساسي كما انه يهتم بحفظ السنة النبوية وسنّة أهل البيت وتأريخهم، ويهتم أيضاً بنقده وتعريفه للشخصيات التي يتوجّه إليها الناس لأخذ العلوم والأحكام منهم أو مراجعتهم لغرض الارتباط بالإمامعليه‌السلام أو توكيلهم لإيصال الحقوق الشرعية إليه، فهو يعرّف وكلاءه ويوليهم ثقة ويلعن من ينحرف منهم ويحذّر شيعته ومواليه من الغفلة عن رصد أحوالهم في حال استقامتهم أو انحرافهم.

ونجد من الإمام اهتماماً بليغاً بالفقه والأحكام الشرعية كما نجد اهتمامه بالدعاء والطب والعقيدة والمعرفة بشكل عام.

ــــــــــــ

(١) عن الدر النظيم ورقة: ٢٢٥.

(٢) راجع باقر شريف القرشي حياة الإمام الحسن العسكري: ٧٣ ـ ٨٨.