قال: وسألته: هل رأى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ربّه ؟ فوقّععليهالسلام :إنَّ الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب َّ(١) .
٢ ـ وروى عن سهل، قال: كتبت إلى أبي محمّدعليهالسلام سنة خمس وخمسين ومئتين: قد اختلف ياسيّدي أصحابنا في التوحيد، منهم من يقول: هو جسم ومنهم من يقول: هو صورةٌ، فإن رأيت ياسيّدي أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطوّلاً على عبدك.
فوقّع بخطّهعليهالسلام :سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول، الله واحد أحدٌ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، خالقٌ وليس بمخلوق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك وليس بجسم، ويصوّر ما يشاء وليس بصورة جلَّ ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه، هو لا غيره، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . (٢)
٢ ـ أهل البيتعليهمالسلام والإمامة عند الإمام العسكريعليهالسلام
لقد أشاد الإمامعليهالسلام بفضل أهل البيت الذين هم مصدر الوعي، والإيمان في دنيا الإسلام، حيث قالعليهالسلام :
«قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة، والولاية، ونوّرنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة، فنحن ليوث الوغى، وغيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل، وأسباطنا خلفاء الدين، وحلفاء اليقين، ومصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم فالكريم لبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة (٣) ذاق من حدائقنا الباكورة (٤) وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءً وصوناً،
ــــــــــــ
(١) الكافي: ١ / ٩٥ والتوحيد: ١٠٨.
(٢) الكافي: ١ / ١٠٣ والتوحيد: ١٠٨.
(٣) الصاقورة: السماء الثالثة.
(٤) الباكورة: أول ما يدرك من الفاكهة.