الفصل الثالث: مظاهر من شخصية الإمام الحسن العسكريعليهالسلام
لقد كان الإمام أبو محمد الحسن العسكريعليهالسلام في معالي أخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الإسلامية فقد كان على جانب عظيم من سموّ الأخلاق، يقابل الصديق والعدو بمكارم أخلاقه ومعالي صفاته، وكانت هذه الظاهرة من أبرز مكوناته النفسية، ورثها عن آبائه وجده رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الذي وسع الناس جميعاً بمكارم أخلاقه، وقد أثّرت مكارم أخلاقه على أعدائه والحاقدين عليه، فانقلبوا من بغضه إلى حبه والإخلاص له.(١)
ونقل المؤرخون أنّ المتوكل الذي عرف بشدّة عدائه لأهل البيتعليهمالسلام ، وحقده على الإمام عليعليهالسلام ، أمر بسجن الإمام العسكريعليهالسلام والتشديد عليه إلاّ أنّه لمّا حلّ في الحبس ورأى صاحب الحبس سمو أخلاق الإمامعليهالسلام وعظيم هديه وصلاحه انقلب رأساً على عقب، فكان لا يرفع بصره إلى الإمامعليهالسلام إجلالاً وتعظيماً له، ولمّا خرج الإمام من عنده كان أحسن الناس بصيرة، وأحسنهم قولاً فيه.(٢)
ــــــــــــ
(١) حياة الإمام الحسن العسكري عليهالسلام : ٤٢.
(٢) أصول الكافي: ١/٥٠٨ ح ٨ وعنه في الإرشاد: ٢/٣٢٩، ٣٣٠ وفي أعلام الورى: ٢/١٥٠ وعن الإرشاد في كشف الغمة: ٣/٢٠٢.