المرحلة الثانية: هي أيام إمامته حتى استشهاده والتي تبدأ من سنة(٢٥٤هـ) وحتى سنة استشهاده(٢٦٠هـ) وهي مرحلة حافلة بأحداث مهمة على الرغم من قصرها.
وقد عاصر فيها كُلاًّ من المعتزّ(٢٥٥ هـ ) والمهتدي(٢٥٦ هـ ) والمعتمد(٢٧٩ هـ )
وتبرز مدى أهميتها حينما نتصوّر أهمية مرحلة الغيبة التي كان لا بد للإمام الحسن العسكريعليهالسلام أن يقوم بالتمهيدات اللازمة فيها لنقل شيعة أهل البيتعليهمالسلام من مرحلة الحضور إلى مرحلة الغيبة التي يُراد من خلالها حفظ الإمام المعصوم وحفظ شيعته وحفظ خطّهم الرسالي من الضياع والانهيار والاضمحلال، حتّى تتهيّأ الظروف الملائمة لثورة أهل البيت الربّانية على كل صروح الظلم والطغيان وتحقيق جميع أغراض الرسالة الإلهية الخالدة على وجه الأرض من خلال دولة العدالة العالمية لأهل البيتعليهمالسلام .
الفصل الثالث: الإمام الحسن العسكري في ظلّ أبيهعليهماالسلام
كان شخوص الإمام الهادي مع ابنه الحسن العسكريعليهالسلام من المدينة سنة(٢٣٤هـ)(١) ، ورافقه خلال مدة تواجده في سامرّاء البالغة عشرين سنة فيكون قد عاش الإمام الحسن العسكريعليهالسلام في ظل أبيه اثنين وعشرين سنة حيث استشهد أبوه الإمام الهاديعليهالسلام سنة(٢٥٤هـ).
وقد عاش الظروف المأساوية القاسية التي كان يعيشها الإمام الهاديعليهالسلام وشيعته والتي كانت تفرضها السلطة الغاشمة على الإمامعليهالسلام وأتباعه من أجل إيقاف نشاط الإمام ونشاط أتباعه أو تحديده وتطويقه لئلاّ يتسع نشاط مدرسة أهل البيتعليهمالسلام وتنتشر آثارهم بين جميع أبناء الأمة الإسلامية ذلك النشاط الذي قد يؤدي إلى المواجهة معها ; لذا فهي كانت تعمد إلى الاضطهاد والسجن والنفي والمتابعة وهي وسائل السلطات الجائرة على امتداد تاريخ الإنسان.
١ ـ طفولة متميّزة
روي أن شخصاً مرّ بالحسن بن علي العسكريعليهماالسلام وهو واقف مع
ــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري: ٧ / ٥١٩.