وفيه أيضاً، أنّ حُكمَ المهديّ العبّاسي إحدى عشرة سنة، ولا توجد لدينا رواية واحدة - ولو موضوعة - بأيٍ مِن كُتب الفريقين تحدّد مدّة حُكم المهديّ المنتظر بتلك المدّة، على الرغم مِن اختلافها كما سيأتي.
د - شهد عصر المهديّ العبّاسي تدخّلاً فظيعاً مِن قِبَل ربّات الحجول في شؤون دولته، فقد ذكر الطبري تدخّل الخيزران زوجة المهديّ العبّاسي بشؤون دولته، وأنّها استولت على زمام الأمور تماماً في عهد ابنه الهادي (169 - 170 هـ) (74) ، ومَن يكون هذا شأنه فكيف يسمّى بخليفة الله في أرضه؟!
هـ - حديث أحمد ضعّفه ابن القيّم في (المنار المنيف) بعليّ بن زيد، فقال: (وعليّ بن زيد قد روى له مسلم متابعة، ولكن هو ضعيف، وله مناكير تفرّد بها، فلا يُحتجّ بما ينفرد به) (75) .
كما ضَعّف حديث ابن ماجة أيضاً بيزيد بن أبي زياد، ثمّ قال: (وهذا - أي حديث ابن ماجة - والذي قبله لم يكن فيه دليل على أنّ المهديّ الذي تولّى مِن بني العبّاس، هو المهديّ الذي يخرج في آخر الزمان...) (76) .
وهذا الحديث أخرجه الترمذي في سننه بسنده، عن أبي هريرة، أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (تخرج مِن خراسان رايات سود، فلا يردّها شيء
____________________
(74) راجع كتابنا: الشيخ الكليني البغدادي وكتابه الكافي، الفروع، 42، ففيه أمثلة كثيرة مِن هذا النوع.
(75) المنار المنيف، 137، ذيل الحديث 338.
(76) المنار المنيف، 138، ذيل الحديث 339.