50%

الرايات السود، وهم قوم مِن المشرق؛ تمهيداً لدعواهم في المهديّ العبّاسي، وإلاّ فمِن الصعب جدّاً القول بضعف حديث الرايات لتضافر؛ طُرُقه لدى الفريقين.

3 - حديث: المهديّ مِن وُلْد العبّاس عمّي:

روى هذا الحديث ثلاثة نفر مِن الصدر الأوّل وهم: كعب الأحبار، وعثمان بن عفّان، وعبدالله بن عمر.

أمّا حديث كعب الأحبار، فقد رواه ابن حمّاد، عن الوليد، عن شيخ، عن يزيد بن الوليد الخزاعي، عن كعب، وفيه: (المهديّ من وُلْد العبّاس) (80) .

وأمّا حديث عثمان، فقد أورده محبّ الدين الطبري في (ذخائر العقبى) نقلاً عن أبي القاسم السهمي، عن عثمان، أنّه قال: (سمعت رسول الله (يقول: المهديّ مِن وُلْد العبّاس عمّي) (81) .

وأمّا حديث ابن عمر، فقد رواه ابن الوردي في (خريدة العجائب) مرسَلاً عن ابن عمر ولم يرفعه، قال: (رجل يخرج مِن وُلْد العبّاس) (82) .

وفي هذه الأحاديث الثلاثة ما يأتي:

أمّا الأوّل: فلا حجّة فيه أصلاً، إذ رُوي بلفظٍ مُبهم (عن شيخ)، فسنده منقطع اتّفاقاً؛ لأنّ ما اشتمل سنده على لفظٍ مُبهم يسمّى بالمنقطع اصطلاحاً (83) ، وقد يسمّى بالمجهول أيضاً، وهو ما رواه رجل غير موثَّق،

____________________

(80) الملاحم والفتن، 103.

(81) ذخائر العقبى، 206.

(82) خريدة العجائب وفريدة الغرائب، 199.

(83) مقدّمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح، 144.