15%

المقدّمة

إنّ من لطف الله تبارك وتعالى بعموم البشر، والعناية التربويّة الالهيّة بالانسان، للأخذ بيده الى أعلى مراتب الكمال والرقيّ؛ حتّمت عدم انقطاع الأمل عنه ولو للحظة واحدة، وأن يكون للبشر في كلّ زمان أملاً حقيقيّاً منشوداً، وحلماً ورجاءاً واقعيّاً منتظراً على مدى تعاقب العصور ومرّ الدهور.

ومعنى هذا: أن تكون هناك بشارة إلهية كبرى في كلّ عصر وزمان محتّمَةَ التَّحقُّق والوقوع لكونها وعداً ربّانيّاً محضاً، قد قطعه الله تبارك وتعالى على نفسه المقدّسة، كما في قوله تعالى بخصوص ظهور المنقذ الموعود:

( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا ) .(1)

وقول رسوله الأكرم محمد (ص): « لو لم يبق من الدنيا الاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من اهل بيتي يواطيء اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملا الارض عدلاً وقسطا كماملئت جوراً وظلما».(2)

____________________

(1) سورة النور: آية 55.

(2) الرسائل العشرة: ص 99. الطوسي، الغيبة:ص46. الامامة والتبصرة: ص153.عيون أخبار الرضا (ع): ص297. كمال الدين وتمام النعمة: ص280، وص 372، وص 377. كفاية الأثر:ص266، وص281. روضة الواعظين: ص261. دلائل الامامة: ص469. شرح الأخبار: ص352، وص 356، وص 391. النكت الاعتقادية: ص43.الارشاد: ص340. العمدة،ص433. ذخائر العقبى: ص 136.بحار الأنوار: ج 14، ص33، وج 28 ص46. الغدير: ج7 ص125. التفسيرالكبير، ج2، ص27. وهو حديثٌ نبويٌّ شريفٌ صحيحٌ ومتواترٌ ومشهورٌ عند المسلمين.