7%

الخاتمة:

في ختام هذا البحث، نشير بعون الله تعالى إلى أهم النتتائج التي توصَّلنا إليها من خلال هذه الدراسة، وبضمنها أهمُّ المشتركات بين القرآن الكريم والكتاب المقدس (العهدين) حول عقيدة منقذ العالم، ونجملُ النتائج بما يلي:

1: لابُدَّ من إنصافِ العهدين والنظر اليهما بعينِ العدلِ والدقّةِ، لكونهما إرثاً دينيَّاً وأخلاقيَّاً وتأريخيّاً وحضاريّاً كبيراً؛ وأنَّ القول بأنّها أسفارٌ محرّفةٌ ولايمكنُ الإعتماد عليها سلاحُ العاجِزِ، وأنَّ بعضَ ما وردَ فيهما هو بلا شكٍّ ولاريبٍ ترجمةٌ أو نقلٌ شفاهيٌّ أو تواترٌ لوحيٍ موحى، نعم وصلت اليها يدُ التحريف و...الخ، ولكنّ التمعّن في بعض النصوص يورث الإطمئنان بأنّها ترجمةٌ لنصٍّ مُوحى وإن سَقَطَ منه شيء أو أ’ضيف اليه شيءٌ أو حُذفَ منهُ شيءٌ، وذلك لأنّ فيها نفحةٌ من الغيب واضحةٌ، وسُمُوٌّ في نقل الصورة المستقبلية للحدث المنتظر، يصعب جدّاً، بل يستحيلُ على أيّ إنسانٍ مهما كانت درجتُهُ العلميّة الإلمامُ بها والإحاطة بجزئيّاتها.

وهذا ما أُطلقَ عليه عندَ العلماء والباحثين بـ (من بقايا الوحي في العهدين)، وهو وإن كان قليلٌ كما يُعبَّر عنهُ، لكنَّهُ كثيرٌ وكثيرٌ جدَّاً، ولايتوهمُ أحدٌ أنَّ هذا القليل من بقايا الوحي يستطيعُ انسانٌ مثلنا الوقوف عليه وإحصائه والتمكُّن منهُ، كلاّ وألف كلاّ، لأنّه علمٌ شاسعٌ واسعٌ، دقيقٌ عميقٌ، ورُبما حيَّرت العلماء والباحثين فقرةٌ واحدةٌ من بقايا الوحي في العهدين فجعلتهم في بالغ الحيرة والدهشة، وأُسقطَ ما في أيديهم، وذلك من خلال ربطِ أو إضافةِ أو مقارنةِ هذه الفقرة بغيرها، وعدم التمكن من