11%

المقدّمة

إنّ من لطف الله تبارك وتعالى بعموم البشر، والعناية التربويّة الالهيّة بالانسان، للأخذ بيده الى أعلى مراتب الكمال والرقيّ؛ حتّمت عدم انقطاع الأمل عنه ولو للحظة واحدة، وأن يكون للبشر في كلّ زمان أملاً حقيقيّاً منشوداً، وحلماً ورجاءاً واقعيّاً منتظراً على مدى تعاقب العصور ومرّ الدهور.ومعنى هذا: أن تكون هناك بشارة إلهية كبرى في كلّ عصر وزمان محتّمَةَ التَّحقُّق والوقوع لكونها وعداً ربّانيّاً محضاً، قد قطعه الله تبارك وتعالى على نفسه المقدّسة، كما في قوله تعالى بخصوص ظهور المنجي الموعود:

(وعد الله الذين‌ آمنوا منكم‌ وعملوا الصالحات‌ ليستخلفنّهم‌ في‌ الارض‌ كما استخلف‌ الذين‌ من‌ قبلهم‌ وليمكنّن‌ّ لهم‌ دينهم‌ الذي‌ ارتضى لهم‌ وليبدّلنّهم‌ من‌ بعدِ خوفهم‌ أمناً يعبدونني‌ لا يشركون‌ بي‌ شيئاً.).(١)

وقول رسوله الأكرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« لو لم‌ يبق‌ من‌ الدنيا الاّ يوم‌ واحد لطوّل‌ الله ذلك‌ اليوم‌ حتى‌ يخرج‌ رجل‌ من‌اهل‌ بيتي‌ يواطي‌ء اسمه‌ اسمي‌ وكنيته‌ كنيتي‌ يملا الارض‌ عدلاً وقسطا كماملئت‌ جوراً وظلما».(٢)

____________________

(١) سورة النور: آية ٥٥.

(٢) الرسائل العشرة: ص ٩٩. الطوسي، الغيبة :ص٤٦. الامامة والتبصرة: ص١٥٣.عيون أخبار الرضا (ع): ص٢٩٧. كمال الدين وتمام النعمة: ص٢٨٠، وص ٣٧٢، وص ٣٧٧. كفاية الأثر: ص٢٦٦، وص٢٨١. روضة الواعظين: ص٢٦١. دلائل الامامة: ص٤٦٩. شرح الأخبار: ص٣٥٢, وص ٣٥٦، وص ٣٩١. النكت الاعتقادية: ص٤٣.الارشاد: ص٣٤٠. العمدة ،ص٤٣٣. ذخائر العقبى: ص ١٣٦.بحار الأنوار: ج ١٤، ص٣٣، وج ٢٨ ص٤٦. الغدير: ج٧ ص١٢٥. التفسيرالكبير، ج٢، ص٢٧. وهو حديثٌ نبويٌّ شريفٌ صحيحٌ ومتواترٌ ومشهورٌ عند المسلمين.