33%

الخاتمة

اعلم - رحمك الله - أنّ القول بوجود المهديّ عليه الصلاة والسلام، وخروجه هو الحقّ الذي أخبر به نبيّ الاِسلام، وأجمع عليه الاَئمّة الاَعلام، على مرّ العصور والاَيّام، فمخالفة هذا الاَمر الثابت المقطوع الذي كاد يلحق بالضروريّات، بل هو منها - كما مرّ عن شيخ الاِسلام البهائي؛ - جرأة عظيمة، ومهلكة سحيقة، يُخشى على مقتحمها الكفر والارتداد عن ملّة الاِسلام، والعياذ بالله تعالى.

فليحذر الّذين يشكّكون في أمر المهديّ أن تصيبهم بذلك فتنة توجب خسرانهم وهلاكهم في الدارين، نسأل الله السلامة من الخذلان، والاستقامة على الهدى، والثبات على الحقّ، آمين.

قال شيخ الاِسلام ابن حجر الهيتميّ المكّيّ في القول المختصر - كما في البرهان(1) : الذي يتعين اعتقاده ما دلَّت عليه الاَحاديث الصحيحة من وجود المهديّ المنتظر الذي يخرج الدجّالُ وعيسى في زمانه ويصلّي خلفه، وأنّه المراد حيث أُطلق المهدي.

وقال الشيخ العلاّمة محمّد بن أحمد السفارينيّ في اللوائح: الصواب الذي عليه أهل الحقّ أنّ المهديّ غير عيسى، وأنّه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات حتّى بلغت حدّ التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السُنّة حتّى عُدّ من معتقداتهم.

____________________

(1) البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: 168 - 169.