وأما : فيه ويليه ، ففيه الكسر من غير إشباع ، وبالاشباع ، وفيه الضم من غير إشباع وبالاشباع ، وأما إذا سكن ماقبل الهاء نحو : منه وعنه وتجدوه ، فمن ضم من غير أشباع فعلى الاصل ، ومن أشبع أراد تبيين الهاء لخفائها .
سورة البقرة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله تعالى : ( الم ) هذه الحروف المقطعة كل واحد منها اسم ، فألف اسم يعبر به عن مثل الحرف الذى في قال ، ولام يعبر بها عن الحرف الاخير من قال ، وكذلك ماأشبهها ، والدليل على أنها أسماء أن كلا منها يدل على معنى في نفسه ، وهى مبنية ؛ لانك لاتريد أن تخبر عنها بشئ ، وإنما يحكى بها ألفاظ الحروف التى جعلت أسماء لها فهى كالاصوات نحو : غاق ، في حكاية صوت الغراب .
وفى موضع الم ثلاثة أوجه : أحدها الجر على القسم ، وحرف القسم محذوف وبقى عمله بعد الحذف ؛ لانه مراد ، فهو كالملفوظ به كما قالوا الله ليفعلن في لغة من جر ، والثانى : موضعها نصب ، وفيه وجهان : أحدهما هو على تقدير حذف القسم كما تقول الله لافعلن والناصب فعل محذوف تقديره : التزمت الله ، أى اليمين به ، والثانى هى مفعول بها تقديره اتل الم والوجه الثالث : موضع رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر .
قوله عزوجل :( ذلك ) ذا اسم إشارة والالف من جملة الاسم .
وقال الكوفيون الذال وحدها هى الاسم ، والالف زيدت لتكثير الكلمة ، واستدلوا على ذلك بقولهم ذه أمة الله ، وليس ذلك بشئ ؛ لان هذا الاسم اسم ظاهر ، وليس في الكلام اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا عليه ، ويدل على ذلك قولهم في التصغير : ذيا فردوه إلى الثلاثى والهاء في ذه بدل من الياء في ذى .