6%

قوله تعالى :( فرقوا دينهم ) يقرأ بالتشديد من غير ألف ، وبالتخفيف وهو في معنى المشدد ، ويجوز أن يكون المعنى : فصلوه عن الدين الحق ، ويقرأ فارقوا أى تركوا( لست منهم في شئ ) أى لست في شئ كائن منه قوله تعالى :( عشر أمثالها ) يقرأ بالاضافة : أى فله عشر حسنات أمثالها ، فاكتفى بالصفة ، ويقرأ بالرفع والتنوين على تقدير : فله حسنات عشر أمثالها ، وحذف التاء من عشر ؛ لان الامثال في المعنى مؤنثة ؛ لان مثل الحسنة حسنة ، وقيل : أنث ؛ لانه أضافة إلى المؤنث .

قوله تعالى :( دينا ) في نصبه ثلاثة أوجه : هو بدل من الصراط على الموضع ؛ لان معنى هدانى وعرفنى واحد ، وقيل : منصوب بفعل مضمر : أى عرفنى دينا ، والثالث : أنه مفعول هدانى ، وهدى يتعدى إلى مفعولين ، و( قيما ) بالتشديد صفة لدين ، ويقرأ بالتخفيف ، وقد ذكر في النساء والمائدة ، و( ملة ) بدل من دين ، أو على إضمار أعنى ، و( حنيفا ) حال ، أو على إضمار أعنى .

قوله تعالى :( ومحياى ) الجمهور على فتح الياء ، وأصلها الفتح ؛ لانها حرف مضمر فهى كالكاف في رأيتك والتاء في قمت ، وقرئ بإسكانها كما تسكن في أنى ونحوه ، وجاز ذلك وإن كان قبلها ساكن ؛ لان المدة تفصل بينهما ، وقد قرئ في الشاذ بكسر الياء على أنه اسم مضمر كسر لالتقاء الساكنين( لله ) أى ذلك كله لله قوله تعالى :( قل أغير الله ) هومثل قوله :" ومن يبتغ غير الاسلام " وقد ذكر .

قوله تعالى :( درجات ) قد ذكر في قوله تعالى :" نرفع درجات من نشاء " .

سورة الاعراف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

( المص ) قد ذكرنا في أول البقرة مايصلح أن يكون هاهنا ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ ، و( كتاب ) خبره ، وأن تكون خبر مبتدإ محذوف : أى المدعو به المص وكتاب خبر مبتدإ محذوف : أى هذا أو هو ، و( أنزل ) صفة له( فلا يكن ) النهى في اللفظ للحرج ، وفي المعنى المخاطب : أى لا تحرج به ، و( منه ) نعت للحرج ، وهى لابتداء الغاية ، أى لا تحرج من أجله و( لتنذر ) يجوز أن يتعلق اللام بأنزل ، وأن يتعلق بقوله :" فلا يكن " أى لا تحرج به لتتمكن من