6%

والاصل في الله الالاه ، فألقيت حركة الهمزة على لام المعرفة ، ثم سكنت وأدغمت في اللام الثانية ثم فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة ، ورققت إذا كانت قبلها كسرة ، ومنهم من يرققها في كل حال ، والتفخيم في هذا الاسم من خواصه .

وقال أبوعلي : همزة إلاه حذفت حذفا من غير إلقاء ، وهمزة إلاه أصل وهو من أله يأله إذا عبد ، فالاله مصدر في موضع المفعول أى المألوه وهو المعبود ، وقيل أصل الهمزة واو لانه من الوله فالاله تتوله إليه القلوب : أى تتحير ، وقيل أصله لاه على فعل ، وأصل الالف ياء لانهم قالوا في مقلوبه لهى أبوك ، ثم أدخلت عليه الالف واللام( الرحمن الرحيم ) صفتان مشتقتان من الرحمة والرحمن من أبنية المبالغة ، وفى الرحيم مبالغة أيضا إلا أن فعلانا أبلغ من فعيل ، وجرهما على الصفة ، والعامل في الصفة هو العامل في الموصوف ، وقال الاخفش : العامل فيها معنوى وهو كونها تبعا ، ويجوز نصبهما على إضمار أعنى ورفعهما على تقدير هو .

سورة الفاتحة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الجمهور على رفع( الحمد ) بالابتداء و( لله ) الخبر واللام متعلقة بمحذوف أى واجب أو ثابت ، ويقرأ الحمد بالنصب على أنه مصدر فعل محذوف ، أى أحمد الحمد ، والرفع أجود ؛ لان فيه عموما في المعنى ، ويقرأ بكسر الدال إتباعا لكسرة اللام كما قالوا المعيرة ورغيف وهو ضعيف في الآية ؛ لان فيه إتباع الاعراب البناء ، وفى ذلك إبطال للاعراب ، ويقرأ بضم الدال واللام على إتباع اللام الدال ، وهو ضعيف أيضا ؛ لان لام الجر متصل بما بعده منفصل عن الدال ، ولا نظير له في حروف الجر المفردة إلا أن من قرأ به فر من الخروج من الضم إلى الكسر وأجراه مجرى المتصل ؛ لانه لا يكاد يستعمل الحمد منفردا عما بعده ، والرب مصدر رب يرب ، ثم جعل صفة كعدل وخصم ، وأصله راب وجره على الصفة أو البدل ، وقرئ بالنصب على إضمار أعنى ، وقيل على النداء ، وقرئ بالرفع على إضمار هو( العالمين ) جمع تصحيح واحده عالم ، والعالم اسم موضوع للجمع ولا واحد له في اللفظ ، واشتقاقه من العلم عند من خص العالم بمن يعقل ، أو من العلامة عند من جعله لجميع المخلوقات