والتقدير: يوحى إلى وحدانية إلهى (فهل أنتم) هل هنا على لفظ الاستفهام، والمعنى على التحريض: أى فهل أنتم مسلمون بعد هذا فهو للمستقبل.
قوله تعالى (على سواء) حال من المفعول والفاعل: أى مستوين في العلم بما أعلمتكم به (وإن أدرى) بإسكان الياء وهو على الاصل، وقد حكى في الشاذ فتحها قال أبوالفتح: هو غلط لان " إن " بمعنى ما، وقال غيره: ألقيت حركة الهمزة على الياء فتحركت وبقيت الهمزة ساكنة فأبدلت ألفا لانفتاح ماقبلها ثم أبدلت همزة متحركة لانها في حكم المبتدأ بها، والابتداء بالساكن محال، و (أقريب) مبتدأ، (وما توعدون) فاعل له لانه قد اعتمد على الهمزة، ويخرج على قول البصريين أن يرتفع ببعيد لانه أقرب إليه، و (من القول) حال من الجهر: أى المجهور من القول.
قوله تعالى (قل ربى) يقرأ على لفظ الامر وعلى لفظ الماضى، و (احكم) على الامر، ويقرأ ربى أحكم على الابتداء والخبر، و (تصفون) بالتاء والياء وهو ظاهر والله أعلم.
سورة الحج
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله تعالى (إن زلزلة الساعة) الزلزلة مصدر يجوز أن يكون من الفعل اللازم أى تزلزل الساعة شئ، وأن يكون متعديا: أى أن زلزال الساعة الناس، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل في الوجهين، ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الظرف، قوله تعالى (يوم ترونها) هو منصوب ب (تذهل) ويجوز أن يكون بدلا من الساعة على قول من بناه، أو ظرف لعظيم، أو على إضمار اذكر، فعلى هذه الوجوه يكون تذهل حالا من ضمير المفعول، والعائد محذوف: أى تذهل فيها، ولايجوز أن يكون ظرفا للزلزلة لانه مصدر قد أخبر عنه، والمرضعة جاء على الفعل، ولو على النسب لقال مرضع، " وما " بمعنى من، ويجوز أن تكون مصدرية (وترى الناس) الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل، ويقرأ بضم التاء: أى وترى أنت أيها المخاطب، أو يا محمد صلى الله عليه وسلم، ويقرأ كذلك إلا أنه يرفع الناس، والتأنيث على معنى الجماعة، ويقرأ بالياء: أى ويرى الناس: أى يبصرون، و (سكارى) حال على الاوجه كلها، والضم والفتح فيه لغتان قد قرئ بهما، وسكرى مثل مرضى الواحد سكران أو سكر مثل زمن وزمنى، ويقرأ سكرى مثل حبلى، قيل هو محذوف من سكارى، وقيل هو واحد مثل حبلى كأنه قال: ترى الامة سكرى.