أصحابها كما قال تعالى " وجوه يومئذ عليها غبرة " ثم قال: أولئك هم.
قوله تعالى (النار) يقرأ بالرفع. وفيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، و (وعدها) الخبر. والثانى هو خبر مبتدأ محذوف: أى هو النار: أى الشر، ووعدها على هذا مستأنف إذ ليس في الجملة مايصلح أن يعمل في الحال، ويقرأ بالنصب على تقدير أعنى، أو بوعد الذى دل عليه وعدها، ويقرأ بالجر على البدل من شر.
قوله تعالى (يسلبهم) يتعدى إلى مفعولين، و (شيئا) هو الثانى.
قوله تعالى (ومن الناس) أى ومن الناس رسلا.
قوله تعالى (حق جهاده) هو منصوب على المصدر، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف: أى جهادا حق جهاده (ملة أبيكم) أى اتبعوا ملة أبيكم، وقيل تقديره: مثل ملة، لان المعنى سهل عليكم الدين مثل ملة إبراهيم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه (هو سماكم) قيل الضمير لابراهيم، فعلى هذا الوجه يكون قوله (وفى هذا) أى وفي هذا القرآن سماكم: أى بسببه سميتم، وقيل الضمير لله تعالى (ليكون الرسول) يتعلق بسماكم، والله أعلم.
سورة المؤمنون
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله تعالى (قد أفلح) من ألقى حركة الهمزة على الدال وحذفها فعلته أن الهمزة بعد حذف حركتها صيرت ألفا ثم حذفت لسكونها وسكون الدال قبلها في الاصل، ولا يعتد بحركة الدال لانها عارضة.
قوله تعالى (إلا على أزواجهم) في موضع نصب يحافظون على المعنى، لان المعنى صانوها عن كل فرج إلا عن فروج أزواجهم، وقيل هو حال: أى حفظوها في كل حال إلا في هذه الحال، ولايجوز أن يتعلق ب (ملومين) لامرين: أحدهما أن مابعد إن لايعمل فيما قبلها.
والثانى أن المضاف إليه لايعمل فيما قبله، وإنما تعلقت على يحافظون على المعنى، ويجوز أن تتعلق بفعل دل عليه ملومين: أى إلا على أزواجهم لا يلامون.
قوله تعالى (لاماناتهم) يقرأ بالجمع لانها كثيرة كقوله تعالى " أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " وعلى الافراد لانها جنس فهى في الافراد كعهدهم، ومثله (صلواتهم) في الافراد