فحذف لدلالة ماقبله عليه (وبرزوا) يجوز أن يكون مستأنفا: أى ويبرزون، ويجوز أن يكون حالا من الارض، وقد معه مرادة.
قوله تعالى (سرابيلهم من قطران) الجملة حال من المجرمين أو من الضمير في مقرنين، والجمهور على جعل القطران كلمة واحدة، ويقرأ " قطرآن " كلمتين، والقطر النحاس، والآنى المتناهى الحرارة (وتغشى) حال أيضا.
قوله تعالى (ليجزى) أى فعلنا ذلك للجزاء، ويجوز أن يتعلق ببرزوا.
قوله تعالى (ولينذروا به) المعنى القرآن بلاغ للناس والانذار، فتتعلق اللام بالبلاغ أو بمحذوف إذا جعلت للناس صفة، ويجوز أن يتعلق بمحذوف تقديره: ولينذروا به أنزل أو تلى، والله أعلم.
سورة الحجر
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله تعالى (الر تلك آيات الكتاب) قد ذكر في أول الرعد.
قوله تعالى (ربما) يقرأ بالتشديد والتخفيف وهما لغتان، وفى " رب " ثمان لغات: منها المذكورتان، والثالثة والرابعة كذلك، إلا أن الراء مفتوحة، والاربع الاخر مع تاء التأنيث " ربت " ففيها التشديد والتخفيف وضم الراء وفتحها.
وفى " ما " وجهان: أحدهما هى كافة لرب حتى يقع الفعل بعدها، وهى حرف جر.
والثانى هى نكرة موصوفة: أى رب شئ يوده الذين، ورب حرف جر لايعمل فيه إلا مابعده، والعامل هنا محذوف تقديره: رب كافر يود الاسلام يوم القيامة أنذرت أو نحو ذلك، وأصل رب أن يقع للتقليل، وهى هنا للتكثير والتحقيق، وقد جاءت على هذا المعنى في الشعر كثيرا، وأكثر مايأتى بعدها الفعل الماضى، ولكن المستقبل هنا لكونه صدقا قطعا بمنزلة الماضى.
قوله تعالى (إلا ولها كتاب) الجملة نعت لقرية، كقولك: مالقيت رجلا إلا عالما، وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".
قوله تعالى (لو ماتأتينا) هى بمعنى لولا وهلا وألا، وكلها للتحضيض.
قوله تعالى (ماننزل الملائكة) فيها قراءات كثيرة كلها ظاهرة (إلا بالحق) في موضع