البدء
وهكذا انتشر الضوء في مدينة الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم مستقبلاً فجر الرسالة الجديد، المولود البكر لملتقى النورين علي وفاطمةعليهماالسلام ، فأطلّ أبو محمّد الحسن بن عليعليهماالسلام ليغشى الوجود بحلّته الخضراء.
ويأتي جدّه المصطفىصلىاللهعليهوآلهوسلم ليقول لعليعليهالسلام : هل أسميته؟ فيقول: ما كنت لأسبقك بإسمه، فيقولصلىاللهعليهوآلهوسلم : وما كنت لأسبق بإسمه ربّي عزّ وجلّ، وبعد هذه المحاورة القصيرة هبط الأمين جبرئيلعليهالسلام من السماء حاملاً معه خبر تسمية المولود المبارك، قائلاً بعد تهنئة الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم من قِبَل الله عزّ وجلّ: إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسمّيه بإسم ابن هارون، قال: وما كان اسمه؟ قال: شبّر، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسن، فسمّاه به.
وتمرُّ الليالي والأيام على تلك الثمرة اليانعة والشمعة المضيئة في بيت الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم ، تحتضنها الحجور الطاهرة، وتؤويها الأحضان المباركة، وترضع من ثدي الإيمان والهدى، وجده الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم يحبوه الأوسمة الكبيرة.
ثم يأتي القدر فيرفع تلك الشجرة الوارفة الظلال، لتسكن دار الخلود، فتهبُّ الأعاصير على زهراتها المتفتحات، ويعيش الإمام الحسنعليهالسلام مع أبيهعليهالسلام أيام المحنة والفتنة، ثم يشتدُّ الأمر عليه، بعد استشهاد أبيه العظيم أمير المؤمنينعليهالسلام ، فيقوم بالأمر مع أخيه الحسينعليهماالسلام .
ويبقى أبو محمّد الحسنعليهالسلام الصابر المجاهد، تتكسّر أمواج الفتنة عند أعتاب حنكته، إلاّ أنّ معاصريه لم يدركوا بُعْدَ مداه، وعمق رؤاه، فاتّهموه بما لم