فيض الباري فقد أورد عن ابن ماجة القزويني حديثاً مفسراً لحديث البخاري ثم قال:
«فهذا صريح في أن مصداق الاِمام في الاحاديث، هو الاِمام المهدي - إلى أن قال: - وبأيّ حديث بعده يؤمنون؟»(1) .
وأما في حاشية البدر الساري إلى فيض الباري فقد اطال في شرح الحديث المذكور مبيناً ضرورة رجوع شارح الأحاديث إلى أحاديث الصحابة الآخرين في كتب الحديث ذات الصلة بالحديث الذي يراد شرحه، وقد جمع من تلك الاحاديث المبينة لحديث البخاري ما حمله على التصريح بأن المراد بالامام هو الاِمام المهدي عليه السلام قال: «وقد بين هذا المعنى حديث ابن ماجة مفصلاً، واسناده قوي»(2) .
أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن جابر بن عبدالله انه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر أُمتي خليفة يحثي المال حثياً، لايعدّه عداً»(3) .
وقد رواه من طرق أُخرى عن جابر، وأبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(4) ، وصفة إحثاء المال (مبالغة في الكثرة) ليس لها موصوف قط غير الاِمام المهدي عليه السلام في كتب أهل السنة ورواياتهم.
منها: ما أخرجه الترمذي وحسنه بسنده عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ في أُمتي المهدي - إلى ان قال -:
____________
(1) فيض الباري على صحيح البخاري 4: 44 - 47.
(2) حاشية البدر الساري إلى فيض الباري 4: 44 - 47.
(3) صحيح مسلم بشرح النووي 18: 38.
(4) صحيح مسلم 18: 39.