10%

وبعد.. فكيف يدّعى بأنّ ابن خلدون قد ضعف جميع أحاديث المهدي عليه السلام؟ هذا مع ما تقدم عنه بأنّه من المصرحين بصحة بعض الاَحاديث على الرغم من قلة ما تناوله منها.

حصر المهدي بعيسى بن مريم

ربما قد تذرع المنكرون من المستشرقين وغيرهم لظهور الاِمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان بحديث محمد بن خالد الجندي الذي حصر المهدي بنبي الله عيسى عليه السلام، ولم أجد أحداً تعرض لهذا الحديث من علماء الاِسلام إلاّ وقد سخر منه وانتقده، فهو مردود بالاتفاق، ولكي لاينطلي زيفه على أحد لابدّ من بيان حقيقته، فنقول:ول:ول:ول:

الحديث أخرجه ابن ماجة عن يونس بن عبد الاَعلى، عن الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لايزداد الاَمر إلاّ شدّة، ولا الدنيا إلاّ إدباراً، ولا الناس إلاّ شُحّاً، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس، ولا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»(1) .

وهذا الحديث لايحتاج في رده وإبطاله إلى عناء، اذ تكفي مخالفته لجميع ما تقدّم من الاَحاديث المصرّح بصحّتها وتواترها، ولو صحّ الاستدلال بكل مايروى على علاّته، لكان علم الرجال وفن دراية الحديث لغواً يجلّ عنه علماء الاسلام، وكيف لايكون كذلك ومعناه تصحيح الموضوعات، والحكم على الكذابين بأنّهم من أعاظم الثقات،

____________

(1) سنن ابن ماجة 2: 1340/4039، وقد أخرج ابن ماجة نفسه حديث: «المهدي حق وهو من ولد فاطمة» 2: 1368/4086، وقد سبق وان ذكرنا من صححه أو من صرح بتواتره من أهل السنة.