3%

القرآن كما يظهر من حديث شفيق : فما درى عبدالله ما يقول!

والانصاف انّ الاَمر يدور بين كذب رواة الحديث في الصحيحين وبين عدّ ابن مسعود مخالفاً لله ولرسوله ، ولا يجوز الغلو في حق الصحابة بما يوهن الشريعة عند الاجيال القادمة ، فرواة الرواية ومن يروي عنهم كلّهم في قفص الاتهام والعصيان لله ورسوله بالافتراء وردّ الكتاب والسنة ، ولا يجوز تضليل العقول بعدالة الصحابة أو وثاقة رواة الصحاح أو دعوى حجيّة أقوال السلف(1) ، فانّها مستلزمة لارتكاب التناقض المبطل للشريعة المحمدية ـ نعوذ بالله منه.

تشريع الصلاة ليلة المعراج

( 75 ) عن أبي ذر : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبرئيل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وأيماناً فافرغه في صدري ، ثم اطبقه ، ثم اخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا ( ذكر قصة المعراج ).

وعن انس وابن حزم : ففرض الله على أمّتي خمسين صلاة حتى مررت بموسى قال فارجع الى ربك فانّ أُمّتك لا تطيق ذلك فقال ( الرب ) هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي(2)

أقول انّ : الحكمة والايمان ليسا شيئاً ماديّاً حتى يحتاجا الى ظرف ذهب ، ولا يحلان صدر الانسان أيضاً ، بل محلهما النفس ، فالظاهر ان شق السقف وشق الصدر والطست الذهبي كلّها يراد بها معاني مجازية مناسبة.

ثم ان قصة تقليل الصلوات الى خمس بتنبيه موسىعليه‌السلام قد وردت

__________________

(1) وكثير منا جعل عقولهم وكتبهم متاحف الآثار القديمة ، وانهم على اثارهم يقتفون.

(2) صحيح البخاري رقم 342 كتاب الصلاة.