2%

وبعث إليهم سمكة تدعى القمد لا لحم لها ولا عظم وإنّما هي جلد ودم فخرجت من البحر فأوحى الله عزَّ وجلَّ إلى النحل أن تركبها، فركبتها فأتت النحل إلى تلك الجزيرة ونهض النحل وتعلَّق بالشجر فعرش وبنى وكثر العسل ولم يكونوا يفقدون شيئاً من أخبار المسيحعليه‌السلام .

٨

( باب )

* (بشارة عيسى بن مريمعليه‌السلام بالنبي محمّد المصطفى (ص) ) *

١٨ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلوديُّ البصريُّ بالبصرة قال: حدّثنا محمّد بن عطيّة الشاميُّ قال: حدّثنا عبد الله بن عمر وبن سعيد البصريُّ قال: حدّثنا هشام بن - جعفر، عن حماد بن عبد الله بن سليمان(١) وكان قارئاً للكتب قال: قرأت في الانجيل: يا عيسى جَّد في أمري ولا تهزل، واسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول أنت من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين فإيّاي فاعبد، وعليَّ فتوكّل، خذ الكتاب بقوَّة، فسّر لأهل سوريا بالسّريانيّة، بلّغ من بين يديك إنّي أنا الله الدّائم الّذي لا أزول، صدِّقوا النبيّ الامّي صاحب الجمل والمدرعة والتاج - وهي العمامة - والنعلين والهراوة - وهي القضيب -، الانجل العينين، الصلت الجبين، الواضح الخدَّين، الاقنى الانف(٢) مفلّج الثنايا، كأنَّ عنقه إبريق فضّة، كأنَّ الذَّهب يجري في تراقيه، له شعرات من صدره إلى سرَّته، ليس على بطنه ولا على صدره شعرٌ، أسمر اللّون، دقيق المسربة(٣)

__________________

(١) كذا والصواب « حدّثنا هشام بن سنبر أبو عبد الله، عن حماد بن أبى سليمان ».

(٢) المدرعة - كمكنسة -: ثوب كالدراعة ولا تكون إلّا من صوف. والهراوة: العصا. وفى القاموس النجل - بالتحريك -: سعة العين فهو أنجل. والصلت الجبين أي واسعة وأقنى الانف: محدبه أي ارتفع وسط قصبة أنفه وضاق منخراه.

(٣) مفلج الثنايا أي منفرجها. وقوله « كأن الذهب يجرى في تراقيه » التراقي جمع الترقوه وهو العظم الّذي بين ثغرة النحر والعاتق ولعله كناية عن حمرة ترقوته. والمسربة بضم الراء: ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف.