عشر ملكاً قد كانت أمور، قال: فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون إلى إمارة عثمان.
وكان سطيح ولد في سيل العرم فعاش إلى ملك ذي نواس وذلك أكثر من ثلاثين قرناً، وكان مسكنه بالبحرين فيزعم عبد القيس أنَّه منهم وتزعم الازد أنَّه منهم، وأكثر المحَدّثين قالوا: هو من الازد ولا يدرى ممّن هو، غير أنَّ عقبه يقولون: نحن من الازد.
١٨
( باب )
* (خبر يوسف اليهودي بالنبي « ص » وبصفاته وعلاماته) *
٤١ - حدّثنا أبيرضياللهعنه قال: حدّثنا عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده قال: لمّا بلغ عبد الله بن عبد المطلّب زوّجه عبد - المطلّب آمنة بنت وهب الزُّهري فلمّا تزوَّج بها حملت برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فروي عنها أنّها قالت: لمّا حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، فرأيت في نومي كان آت أتاني فقال لي: قد حملت بخير الانام، فلمّا حان وقت الولادة خفَّ عليَّ ذلك حتّى وضعته، وهو يتقي الأرض بيده وركبتيه، وسمعت قائلاً يقول: وضعت خير البشر فعوِّذيه بالواحد الصمد من شرٍّ كلّ باغ وحاسد.
« فولد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت(١) من ربيع الاوَّل يوم الاثنين ».
فقالت آمنة: لمّا سقط إلى الأرض اتقّى الأرض بيديه وركبتيه ورفع رأسه إلى السّماء، وخرج منّي نور أضاء ما بين السّماء والارض، ورميت الشياطين بالنجوم وحجبوا عن السّماء، ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السّماء، ففزعوا لذلك، وقالوا: هذا قيام السّاعة، فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك، وكان شيخاً كبيراً مجرباً، فقال: انظروا إلى هذه النجوم الّتى تهتدوا بها في البر والبحر، فإنَّ
__________________
(١) كذا. ولعله يكون « بقيت » فصحف وهذا من كلام المصنف.