وكلُّ من سألنا من المخالفين عن القائمعليهالسلام لم يخل من أن يكون قائلاً بامامة الائمّة الأحد عشر من آبائهعليهمالسلام أو غير قائل بامامتهم، فإنَّ كان قائلاً بإمامتهم لزمه القول بامامة الامام الثاني عشر لنصوص آبائه الائمّةعليهمالسلام عليه باسمه ونسبه وإجماع شيعتهم على القول بامامته وإنّه القائم الّذي يظهر بعد غيبة طويلة فيملا الأرض قسطاً وعدلاً كما مئلت جوراً وظلماً. وإن لم يكن السائل من القائلين بالائمة الاحد عشرعليهمالسلام لم يكن له علينا جواب في القائم الثاني عشر من الائمّةعليهمالسلام وكان الكلام بيننا وبينه في إثبات إمامة آبائه الائمّة الأحد عشرعليهمالسلام ، وهكذا لو سألنا يهودي فقال لنا: لم صارت الظهر أربعاً والعصر أربعاً والعتمة أربعا والغداة ركعتين والمغرب ثلاثا؟ لم يكن له علينا في ذلك جواب، بل لنا أن نقول له: إنّك منكر لنبوّة النبيّ الّذي أتى بهذه الصّلوات وعدد ركعاتها، فكلّمنا في نبوّته وإثباتها فإنَّ بطلت بطلت هذه الصّلوات وسقط السؤال عنها، وإن ثبتت نبوّتهصلىاللهعليهوآلهوسلم لزمك الاقرار بفرض هذه الصلوات على عدد ركعاتها لحصة مجيئها عنه واجتماع امته عليها، عرفت علّتها أم لم تعرفها، وهكذا الجواب لمن سأل عن القائمعليهالسلام حذو النّعل بالنّعل.
وقد يعترض معترضٌ جاهل بآثار الحكمة، غافل عن مستقيم التدبير لاهل الملّة بأن يقول: ما بال الغيبة وقعت بصاحب زمانكم هذا دون من تقدَّم من آبائه الائمّة بزعمكم وقد نجد شيعة آل محمّدعليهمالسلام في زماننا هذا أحسن حالا وأرغد عيشاً منهم في زمن بني امية إذ كانوا في ذلك الزَّمان مطالبين بالبراءة من أمير المؤمنينعليهالسلام إلى غير ذلك من أحوال القتل والتشريد. وهم في هذا الحال وادعون سالمون، قد كثرت شيعتهم وتوافرت أنصارهم وظهرت كلمتهم بموالاة كبراء أهل الدّولة لهم وذوى السّلطان والنجدة منهم.
فأقول - وبالله التوفيق -: أنَّ الجهل غير معدوم من ذوي الغفلة وأهل التكذيب والحيرة وقد تقدَّم من قولنا أنَّ ظهور حجج اللهعليهمالسلام واستتارهم جرى في وزن