2%

الحواريّون فبكى وبكى الحواريّون، وهم لا يدرون لم جَلس ولم بكى، فقالوا: يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أيَّ أرض هذه؟ قالوا: لا، قال: هذه أرض يُقتل فيها فرخ الرَّسول أحمد وفرخ الحرَّة الطاهرة(١) البتول شبيهة اُمّي، ويلحد فيها، هي أطيب من المسك لأنّها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، وهذه الظباء تكلّمني وتقول: إنّها ترعى في هذه الأرض شوقاً إلى تربة الفرخ المستشهد المبارك، وزعمت أنّها آمنة في هذه الأرض، ثمّ ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء فشمّها فقال: اللّهمَّ أبقها أبداً حتّى يشمّها أبوه فيكون له عزاء وسلوة، وإنّها بقيت إلى أيّام أمير المؤمنينعليه‌السلام حتّى شمّها وبكى وأخبر بقصّتها لمّا مرَّ بكربلاء.

فيصدِّقون بأن بعر تلك الظباء تبقى زيادة على خمسمائة سنة لم تغيّرها الامطار والرِّياح ومرور الأيّام واللّيالي والسنين عليه، ولا يصدِّقون بأن القائم من آل محمّدعليهم‌السلام يبقى حتّى يخرج بالسيف فيبير أعداء الله عزَّ وجلَّ ويظهر دين الله. مع الأخبار الواردة عن النبيِّ والائمّة صلوات الله عليهم بالنصِّ عليه باسمه ونسبه وغيبته المدَّة الطويلة، وجرى سنن الاوَّلين فيه بالتعمير، هل هذا إلّا عناد وجحود للحقِّ؟ [ نعوذ بالله من الخذلان ].

٤٨

( باب )

[ حديث الظباء بأرض نينوى ]

* (في سياق هذا الحديث على جهته ولفظه) *

١ - حدّثنا أحمد بن الحسن بن القطان وكان شيخاً لاصحاب الحديث ببلد الرِّي يعرف بأبي عليِّ بن عبد ربّه قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا عليُّ ابن عاصم، عن الحصين بن عبد الرَّحمن، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: كنت مع

__________________

(١) في بعض النسخ « الخيرة الطاهرة ».