2%

حدّثنا عبّاد بن يعقوب الاسديُّ قال: حدّثنا عنبسة بن بجّاد العابد قال: لمّا مات إسماعيل بن جعفر بن محمّد وفرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام وجلسنا حوله وهو مطرقٌ، ثمّ رفع رأسه فقال: أيّها النّاس أنَّ هذه الدُّنيا دار فراق ودار التواء(١) لا دار استواء على أنَّ فراق المألوف حرقة لا تدفع ولوعة لا تردُّ(٢) وإنّما يتفاضل النّاس بحسن العزاء وصحة الفكر فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه، ومن لم يقدّم ولداً كان هو المقدَّم دون الولد، ثمّ تمثّلعليه‌السلام بقول أبي خراش الهذليُّ يرثي أخاه.

ولا تحسبي إنّي تناسيت عهده

ولكن صبري يا إمام جميل(٣)

اعتراض آخر:

قالت الزّيديّة: لو كان خبر الائمّة الاثنى عشر صحيحا لمّا كان النّاس يشكون بعد الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في الامامة حتّى يقول طائفة من الشيعة بعبد الله وطائفة بإسماعيل وطائفة تتحير حتّى أنَّ الشيعة منهم من امتحن عبد الله بن الصادقعليه‌السلام فلمّا لم يجد عنده ما أراد خرج وهو يقول: إلى أين؟ إلى المرجئة أم إلى القدريّة؟ أم إلي الحروريّة وإن موسى بن جعفر سمعه يقول هذا فقال له: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدريّة، ولا إلى الحروريّة ولكن إلىَّ. فانظروا من كم وجه يبطل خبر الاثنى عشر أحدها جلوس عبد الله للامامة، والثاني إقبال الشيعة إليه، والثالث حيرتهم عند امتحانه، والرّابع أنّهم لم يعرفوا أنَّ إمامهم موسى بن جعفرعليهما‌السلام حتّى دعاهم موسى إلى نفسه وفي هذه المدَّة مات فقيههم زرارة بن أعين وهو يقول والمصحف على صدره: « اللّهمَّ إنّي أئتم بمن أثبت إمامته هذا المصحف ».

فقلنا لهم: أنَّ هذا كله غرور من القول وزخرف، وذلك أنّا لم ندع أنَّ

__________________

(١) التواء: الاعوجاج.

(٢) اللوعة: حرقة الحزن.

(٣) في بعض النسخ « يا أميم جميل » والاميم هو المضروب على أم رأسه.