2%

بحمل الحمائل، ولا بتصريف القناة، ولا يمكنه الحمل على الأعداء في حومة الوغا، فإنَّ أحد أوصاف الامام أن يكون أشجع النّاس.

الجواب:

يقال لمن خطب بهذه الخطبة: إنّكم نسيتم كتاب الله عزَّ وجلَّ: ولولا ذلك لم ترموا الاماميّة بأنّهم لا يحفظون كتاب الله وقد نسيتم قصّة عيسىعليه‌السلام وهو في المهد حين يقول: «إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً وجعلني مباركاً أينما كنت - الآية(١) أخبرونا لو آمن به بنو إسرائيل ثمّ حزبهم أمر من العدو(٢) كيف كان يفعل المسيحعليه‌السلام وكذلك القول في يحيىعليه‌السلام ، وقد أعطاه الله الحكم صبيّاً فإنَّ جحدوا ذلك فقد جحدوا كتاب الله، ومن لم يقدر على دفع خصمه إلّا بعد أن يجحد كتاب الله فقد وضح بطلان قوله.

ونقول في جواب هذا الفصل: إنَّ الامر لو أفضى بأهل هذا العصر إلى ما وصفوا لنقض الله العادة فيه، وجعله رجلاً بالغاً كاملاً فارساً شجاعاً بطلاً قادراً على مبارزة الأعداء والحفظ لبيضة الاسلام والدفع عن حوزتهم. وهذا جواب لبعض الاماميّة على أبي القاسم البلخي.

اعتراض آخر:

قالت الزّيديّة: قد شكَّ النّاس في صحّة نسب هذا المولود إذ أكثر النّاس يدفعون أن يكون للحسن بن عليٍّعليهما‌السلام ولد.

فيقال لهم: قد شكَّ بنو إسرائيل في المسيح ورموا مريم بما قالوا «لقد جئت شيئاً فرياً »(٣) فتكلّم المسيح ببراءة أمّهعليه‌السلام فقال: «إنّي عبد الله آتاني الكتاب

__________________

(١) مريم: ٣٢.

(٢) حزبه أمر أي أصابه.

(٣) مريم: ٢٨. وقوله « فريا » أي عظيماً بديعاً أو قبيحاً منكراً، من الافتراء وهو الكذب.