الباب السادس
1- في فرائد السمطين، لإبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي (ج2، في الباب 12)، أخرج بسنده، عن علي بن هلال، عن أبيه، قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو في الحالة التي قُبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) طرفه إليها، فقال:
« حبيبتي فاطمة، ما الذي يبكيكِ؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك. فقال: يا حبيبتي، أمَا علمتِ أنّ الله عزّ وجل اطّلع على الأرض اطّلاعة، فاختار منها أباكِ وبعثه برسالته ( فبعثه برسالته)، ثمّ اطّلع اطّلاعة، فاختار منها بعلكِ وأوحى إليّ أن أنكحكِ إيّاه.
يا فاطمة، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عزّ وجل سبع خصال لم يعطَ أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله عزّ وجل، وأحب المخلوقين إلى الله عزّ وجل، وأنا أبوكِ، ووصيِّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله عزّ وجل وهو بعلكِ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله عزّ وجل وهو حمزة بن عبد المطلب عمّ أبيك وعمّ بعلكِ، ومنّا مَن له جناحان أخضران، يطير بهما في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عمّ أبيكِ وأخو بعلكِ، ومنّا سبطا هذه الأمّة وهما ابناكِ الحسن والحسين، وهما سيدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما. يا فاطمة، والذي بعثني بالحق، إنّ منهما مهديّ هذه الأمّة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجا، وتظاهرت الفتن، وتقطّعت السبل، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقّر كبيرا، فيبعث الله عزّ وجل عند ذلك منهما مَن يفتح حصون الضلالة، وقلوباً